فصل: تفسير الآية رقم (34):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (34):

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ} مدّة {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ} عنه {سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} عليه.

.تفسير الآية رقم (35):

{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}
{يابنى ءَادَمَ إِمَّا} فيه إدغام نون (إن) الشرطية في (ما) المزيدة {يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءايات فَمَنِ اتقى} الشرك {وَأَصْلَحَ} عمله {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}
{والذين كَذَّبُواْ بئاياتنا واستكبروا} تكبروا {عَنْهَا} فلم يؤمنوا بها {أولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (37):

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}
{فَمَنْ} أي لا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} بنسبة الشريك والولد إليه {أَوْ كَذَّبَ بئاياته} القرآن {أولئك يَنَالُهُمْ} يصيبهم {نَصِيبُهُمْ} حظهم {مِّنَ الكتاب} مما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الرزق والأجل وغير ذلك {حتى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا} أي الملائكة {يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ} لهم تبكيتاً {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ} تعبدون {مِن دُونِ الله قَالُواْ ضَلُّواْ} غابوا {عَنَّا} فلم نرَهم {وَشَهِدُواْ على أَنفُسِهِمْ} عند الموت {أَنَّهُمْ كَانُواْ كافرين}.

.تفسير الآية رقم (38):

{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}
{قَالَ} تعالى يوم القيامة {ادخلوا فِي} جملة {أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مّن الجن والإنس فِي النار} متعلق بـ (ادخُلُوا) {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} النار {لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} التي قبلها لضلالها بها {حتى إِذَا اداركوا} تلاحقوا {فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أخراهم} وهم الأتباع {لأولاهم} أي لأجلاّئهم وهم المتبوعين {رَبَّنَا هؤلاءآء أَضَلُّونَا فَئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا} مضعفا {مِّنَ النار قَالَ} تعالى {لِكُلِّ} منكم ومنهم {ضِعْفٌ} عذاب مضعَّف {ولكن لاَّ يَعْلَمُونَ} بالياء والتاء ما لكل فريق.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}
{وَقَالَتْ أولاهم لأخراهم فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} لأنكم لم تكفروا بسببنا فنحن وأنتم سواء، قال تعالى لهم {فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ}.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
{إِنَّ الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا واستكبروا} تكبَّروا {عَنْهَا} فلم يؤمنوا بها {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أبواب السمآء} إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى (سجّين)، بخلاف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث {وَلاَ يَدْخُلُونَ الجنة حتى يَلِجَ ُ} يدخل {الجمل فِي سَمّ الخياط} ثقب الإِبرة وهو غير ممكن، فكذا دخولهم {وكذلك} الجزاء {نَجْزِى المجرمين} بالكفر.

.تفسير الآية رقم (41):

{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
{لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ} فراش {وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} أغطية من النار: جمع (غاشية)، وتنوينه عِوَض من الياء {وكذلك نَجْزِى الظالمين}.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
{والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} مبتدأ، وقوله: {لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} طاقتها من العمل اعتراض بينه وبين خبره، وهو {أولئك أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلٍّ} حِقْدٍ كان بينهم في الدنيا {تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ} تحت قصورهم {الأنهار وَقَالُواْ} عند الاستقرار في منازلهم {الحمد لِلَّهِ الذي هَدَانَا لهذا} العمل الذي هذا جزاؤه {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآ أَنْ هدانا الله} حذف جواب (لولا) لدلالة ما قبله عليه {لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحق وَنُودُواْ أَن} مخففة: أي إنه أو مفسرة في المواضع الخمسة {تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}
{ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار} تقريراً أوتبكيتاً {أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا} من الثواب {حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ} كم {رَبُّكُمْ} من العذاب {حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} نادى منادٍ {بَيْنَهُمْ} بين الفريقين أسمعهم {أَن لَّعْنَةُ الله عَلَى الظالمين}.

.تفسير الآية رقم (45):

{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}
{الذين يَصُدُّونَ} الناس {عَن سَبِيلِ الله} دينه {وَيَبْغُونَهَا} أي يطلبون السبيل {عِوَجَاً} معوجة {وَهُم بالأخرة كافرون}.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}
{وَبَيْنَهُمَا} أي أصحاب الجنة والنار {حِجَابٌ} حاجز، قيل هو سور الأعراف {وَعَلَى الأعراف} وهو سور الجنة {رِجَالٌ} استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث {يَعْرِفُونَ كُلاًّ} من أهل الجنة والنار {بسيماهم} بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم، إذ موضعهم عال {وَنَادَوْاْ أصحاب الجنة أَن سلام عَلَيْكُمْ} قال تعالى {لَمْ يَدْخُلُوهَا} أي أصحابُ الأعراف الجنة {وَهُمْ يَطْمَعُونَ} في دخولها، قال الحسن: لم يطمعهم إلا لكرامةٍ يريدها بهم. وروى الحاكم عن حذيفة قال: «بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال: قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم».

.تفسير الآية رقم (47):

{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
{وَإِذَا صُرِفَتْ أبصارهم} أي أصحاب الأعراف {تِلْقَآءَ} جهة {أصحاب النار قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا} في النار {مَعَ القوم الظالمين}.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}
{ونادى أصحاب الأعراف رِجَالاً} من أصحاب النار {يَعْرِفُونَهُمْ بسيماهم قَالُواْ مَا أغنى عَنكُمْ} من النار {جَمْعُكُمْ} المال أو كثرتكم {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} أي واستكباركم عن الإِيمان، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين:

.تفسير الآية رقم (49):

{أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
{أهؤلاءآء الذين أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ الله بِرَحْمَةٍ} قد قيل لهم {ادخلوا الجنة لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} وقرئ {أُدْخِلوا} بالبناء للمفعول، و(دَخَلُوا) فجملة النفي حال أي مقولاً لهم ذلك.

.تفسير الآية رقم (50):

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
{ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ المآء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله} من الطعام {قَالُواْ إِنَّ الله حَرَّمَهُمَا} منعهما {عَلَى الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (51):

{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
{الذين اتخذوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا فاليوم ننساهم} نتركهم في النار {كَمَا نَسُواْ لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هذا} بتركهم العمل له {وَمَا كَانُواْ بئاياتنا يَجْحَدُونَ} أي وكما جحدوا.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
{وَلَقَدْ جئناهم} أي أهل مكة {بكتاب} قرآن {فصلناه} بيَّنّاه بالأخبار والوعد والوعيد {على عِلْمٍ} حال: أي عالمين بما فصِّل فيه {هُدًى} حال من (الهاء) {وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} به.

.تفسير الآية رقم (53):

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
{هَلْ يَنظُرُونَ} ما ينتظرون {إِلاَّ تَأْوِيلَهُ} عاقبة ما فيه {يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ} هو يوم القيامة {يَقُولُ الذين نَسُوهُ مِن قَبْلُ} تركوا الإِيمان به: {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحق فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ} هل {نُرَدُّ} إلى الدنيا {فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ} نوحِّد الله ونترك الشرك؟ فيقال لهم: لا. قال تعالى {قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} إذ صاروا إلى الهلاك {وَضَلَّ} ذهب {عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من دعوى الشريك.

.تفسير الآية رقم (54):

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}
{إِنَّ رَبَّكُمُ الله الذي خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} من أيام الدنيا، أي في قدرها لأنه لم يكن ثَمَّ شمس، ولو شاء خلقهن في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت {ثُمَّ استوى عَلَى العرش} هو في اللغة: سرير المَلِك، استواء يليق به {يُغْشِى اليل النهار} مخففاً ومشدداً: أي يغطي كلاًّ منهما الآخر {يَطْلُبُهُ} يطلب كل منهما الآخر طلباً {حَثِيثًا} سريعاً {والشمس والقمر والنجوم} بالنصب عطفاً على (السموات)، والرفعِ مبتدأ خبره {مسخرات} مذلَّلات {بِأَمْرِهِ} بقدرته {أَلاَ لَهُ الخلق} جميعاً {والأمر} كله {تَبَارَكَ} تعاظم {الله رَبُّ} مالك {العالمين}.

.تفسير الآية رقم (55):

{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}
{ادعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا} حال تذللاً {وَخُفْيَةً} سرًّا {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المعتدين} في الدعاء بالتشدّق ورفع الصوت.

.تفسير الآية رقم (56):

{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض} بالشرك والمعاصي {بَعْدَ إصلاحها} ببعث الرسل {وادعوه خَوْفًا} من عقابه {وَطَمَعًا} في رحمته {إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ مِّنَ المحسنين} المطيعين، وتذكير (قريب) المُخْبَرِ به عن (رحمة) لإِضافتها إلى الله.